هذه قصة حياة لرجل عجوز فى اواخر السبعينات من عمره ، تزوج على مدار سنوات حياته من 6 سيدات لكن جميع هذه الزيجات كانت فاشلة ، هذا الرجل له من الاود و البنات 10 و من الاحفاد 21 ، و مثل كل الحكايات الواقعية التى ترفض الا ان تكون نهايتها درامية و مأساوية اكثر من كل الدراما التليفزيونية التى نشاهدها ، كانت نهاية حياة هذا الرجل مأساوية مثل حياته تماماً ، روميو العجوز لم يدفع سنوات عمره ثمن لعشقه للزواج لكن ايضاً لجريمة لم يرتكبها ، فخرج من السجن وحيداً لأن زوجاته السابقات قاموا بمقاطعته تماماً لأنه دمر حياتهن كما يقلن ، بدأ هذا العجوز بمفرده يبحث عن ابناءه الذين لا بتذكر اشكالهم و لا حتى اسمائهم.
هذا الرجل قضى 5 سنوات من عمره فى السجن لأن ابنتان من بناته قاموا بإتهامه امام المحكة بالضرب المبرح الذى تسبب فى حدوث عاهة ، بكى هذا الرجل امام القاضى و هو يُقسم بأنه لم يفعل و يؤكد له ان احدى زوجاته السابقات هى من اجبرت البنات على تلفيق هذه التهمة له لتنتقم منه و هو فى ذلك العمر ، لكن البنات كان معهم شهود الزور الذين حلفوا امام المحكمة انهم رأوه و هو يضرب بناته ضرباً مميتاً ، و امام شهادة الشهود و التقارير الطبية التى قاموا بتقديمها لم تجد المحكمة سوى ان تحكم عليه بالسجن خمس سنوات ، فالأدلة و الشهود هو ما يعنى المحكمة ولا دخل للقاضى فى ذمة الناس و ضمائرهم التى تُباع و تُشترى.
اكمل هذا الرجل حكايته قائلاً بأنه طوال فترة سجنه لم يأتِ احد لزيارته ، طوال 5 سنوات كاملة لم يأتِ اليه احد الحراس ليُخبره بأن هناك احداً ينتظره فى غرفة الزيارة ، لقد تبرأت عائلته منه ، فهو ابداً لم يكن الزوج المخلص او الاب الذى يحب ابناءه و يكفل اسرته من الاحتياجات المادية و النفسية ، فقد كان اهتمامه الاول و الاخير متجه الى النساء ، صحيح ان هذه العلاقات كانت فى اطار الزواج لكن من الواضح ان كل زواج جديد يكون خطأ اكبر يضيفه الى سجل حياته ، و اسوأ ما قد فعله هذا الرجل انه قام بالانجاب فى كل زواج دون ان ينتبه الى مسؤلياته تجاه هؤلاء الابناء.
يُكمل الرجل حديثه قائلاً بأنه كان يعمل موظفاً فى احد المصالح الحكومية و كان دخله بسيط لكنه يكفى للعيش حياة كريمة ، كان فى بداية العشرينات عندما تزوج اول مرة ، كان يُحب زوجته بشدة و لم يبخل عليها بأى شىء تطلبه ، ثم اكتشف بالصدفة عندما كانت تتحدث الى احدى صديقاتها بأنها لا تحبه و تزوجته فقط لأنها لا تملك مال لا هى ولا اهلها و تريد من يتكفل بها ، كما علم بأنه تحب احد زملاءها فى الجامعة ، الجامعة التى كان قد شجعها على دخولها و سدد لها كل مصاريفها ، فى هذا الوقت كان قد انجب طفله الاول لكنه لن يستطيع ان يعيش معها بعد ان علم بأنها تحب رجل غيره ، فقام بتطليقها و ترك لها طفله الاول.
بمجرد طلاقه قرر ان ينسى الماضى بكل ما فيه و ان يبدأ حياته من جديد و يتزوج مرة اخرى ، و بالفعل كان يشترى بعض مستلزماته و تعرف على بائعة فى احدى محلات الملابس و كانت رائعة الجمال فأعجب و طلب منها الزواج و على الفور وافقت و تم الزفاف سريعاً ، لكن فى ليلة الدخلة صُدم اكبر صدمة فى حياته ، فلم تكن زوجته بكراً و كان على وشك قتلها لكنها بكت كثيراً و اخبرته بأنها ستقول الحقيقة ، كانت الحقيقة التى اخبرته بها ان والدها قام بتزويجها الى احد اقاربها رغماً عنها و بأنها لم تُطق العيش معه فهربت ، و كانت هذه المرأة من محافظة البحيرة ، لم يصدق الزوج هذه الرواية و ذهب الى البحيرة ليسأل ويتأكد بنفسه و بالفعل كانت روايتها صادقة ، فذهب الى والدها و اخبره بأنه متزوج من ابنته لكنها الآن مازالت متزوجة من زوجها الاول ، فقام الاب بتطليق ابنته من زوجها القديم حتى لا تُتهم بالجمع بين زوجين.
رجع الزوج الى البيت و مرت السنوات و انجبت زوجته 5 اطفال ، لكن الشك كان يملأ قلبه طوال هذه السنوات و كان لا يثق بها و كان هذا يظهر جيداً من خلال معاملته لها ، ثم بدأ يضربها كثيراً حتى هربت زوجته منه فى النهاية بعد 10 سنوات من الزواج ، هربت و تركت له 5 ابناء رفض ان يتحمل مسؤوليتهم فتركهم بعد ان اوصى الجيران عليهم و بدأ رحلة جديدة فى البحث عن زوجة تسعده.
فى ذلك الوقت جاءته فرصة للسفر للعمل فى احدى دول الخليج لمدة عام و بالطبع وافق ، هناك تعرف على امرأة ارملة مصرية تعيش هناك و كان زوجها قد توفى و هى فى الغربة ، كانت اصغر منه بـ 10 سنوات لكنه فكر بأنها قد تعوضه عن سنوات الشك التى عاشها مع زوجته الثانية ، تزوج من هذه المرأة و ظن ان الحياة قد بدأت تبتسم له كثيراً ، و لم يمر كثير من الوقت حتى كانت زوجته قد هربت منه بعد ان تركت رسالة كانت تعتذر فى محتواها عن هروبها و سرقة اثاث منزلهم بالكامل و بيعه قبل ان تعود الى مصر ، كما طلبت منه ان يقوم بتطليقها لأنه لن يستطيع ايجادها مرة اخرى.
بكى كثيراً و اكتأب و قرر الا يتزوج مرة اخرى ، و بدأ يجمع امتعته ليعود الى القاهرة مرة اخرى ، و لم تمر سوى شهور قليلة حتى ساقه القدر وهو يتجول فى الحسين الى فتاة فى العشرين من عمرها تجلس بعيداً بمفردها و تبكى بحرقة ، لفتت نظره و اقترب منها ليتحدث اليها و يعرف ما يُبكيها ، اخبرته بأنها هربت من عائلتها لأنهم يرغبون فى ان يزوجوها من شخص لا تريده ، جلس ليتحدث معها حتى مرت ساعات ثم عرض عليها الزواج ، و بالتأكيد لم يكون امامها سوى ان توافق حتى تتمكن من العودة الى منزله لأنها لم يكن لديها مكان تبات فيه ، على الرغم من انها كانت اصغر منه بسنوات كثيرة لكن زواجهم كان سعيداً و استمر لسنوات رزقهم الله فيها بطفل ، بعد ان انجبت هذا الطفل اتصل بوالدها و اعطاه عنوانهم ليأتى و يزورهم و يرى حفيده و يتصالح مع ابنته ، لكن الاب قام بإبتزازه فقرر ان يقوم بتطليقها بعد ان وعدها بالتكفل بمصاريفها هى و الطفل بعد الطلاق.
قرر بعدها ان يتزوج من امرأة ريفية تعرف عليها فى المترو ، و تزوجها بالفعل و حملت هذه المرأة لكنها توفيت اثناء الولادة و لحق بها الطفل بعد 40 يوم من ولادته.
فى ذلك الوقت كان ابناءه قد كبروا و اصبحوا فى سن الزواج ، لكنه لم يهتم بأن يعرف اى شىء عنهم ، و لا عن زوجاتها السابقات كيف يدبرون حياتهم ، كل ما كان يهتم به هو التفكير فى الزواج بعد كل طلاق ، حتى جاء يوم و ارادت تحدى زوجاته السابقات الانتقام منه ، فقامت بدعوته الى منزلها بحجة خطوبة ابنته ، لكن بمجرد دخوله المنزل وجد الشرطة تطوقه من كل اتجاه و تتهمه بأنه اعتدى على بناته بالضرب المبرح ، و من الشرطة الى النيابة و من النيابة الى المحكمة و لم يصدقه احد بأنه لم يضرب بناته ابداً لأنه لا يراهم من الاصل ، يبكى هذا العجوز بمرارة و يعبر عن مدى ندمه و اهماله لأبناءه طوال هذه السنوات و بأنه الآن يدفع الثمن من السجن و الوحدة و نكران ابناءه و احفاده له.
نقل بدون ذكر المصدر ممنوع و ذكر المصدر يدل على وعيك و ثقافتك و احترامك لجهود الاخرين
Aucun commentaire :
Enregistrer un commentaire